أصبحَ يوجعُني الحرفُ العربيِّ
ويوجعُني
حين أخط ُّ الحرفَ العربيَّ وأتقمص ُ لغة َ الصحْراءِ
وحكمةََ من خلعوا فوقَ الباديةِ سماءً
يوجعني الذكرُ ويوجعني
أفنضربُ عنكم هذا الذكر بأنْ كنتم لا رعويينَ
ولا همجيين ولا عجما أو عربًا
أفأضربُ عنكم وجعي منكم وإليكم
أنْ كنتم في ريبٍ مما هو منكم
أمَمِيٌّ هذا الشعر
ترتلهُ الباديةُ ويعرفهُ الخيلُ
تردده الأبلُ الظامئةُ إلى المشربِ
والنبعُ على مقربةٍ منها
لكن الحاديَّ أعمى
ينعقُ
أنَّى تتبعهُ
والصحْراءُ سماءٌ
ونجومٌ
وفضاءٌ
وتخومٌ
إبل وخيولٌ
حمحمةٌ وصهيلُ
تعرف قافيةَ أبي الطيبِ
تعرف حكمةَ من رفعوا فوق هجير رمالكَ أممـًا
لم تدْركها أممٌ
لكنَّ الحاديَّ ليسَ بحادٍ
يَنْعقُ
تَنْفِقُ
تنحلُّ أواصرها تلفظ تاريخا لا يسمن
أو يغني عن موت ٍ أصبح يتبعها
تَنفقُ
ظامئةً لم تجد الفرسانَ
ولن تطأ الميدانَ